استضاف المركز العالمي للأولمبياد الخاص للدمج في التعليم، بالشراكة مع جامعة نيويورك – أبوظبي، مؤتمراً حول الذكاء الاصطناعي في حرم جامعة نيويورك أبوظبي يومي 10 و11 أكتوبر 2024، وذلك في إطار الجهود المستمرة لضمان مراعاة احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية والتنموية.
وقد أجرى المركز العالمي للأولمبياد الخاص للدمج في التعليم دراسة بحثية افتتاحية، تستكشف تصورات الذكاء الاصطناعي بين الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية والتنموية، ومقدمي الرعاية والمعلمين، إذ كشفت نتائج البحث أن 77% من مقدمي الرعاية و64% من المعلمين يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي سوف يساهم في تعزيز بيئات تعلم أكثر تنوعاً وشمولاً.
وجمع المؤتمر الذي حمل عنوان: “مستقبل شامل: استكشاف الابتكارات البحثية وأدوات الذكاء الاصطناعي للأطفال من ذوي الهمم” نخبة من الباحثين والتربويين والمتخصصين في الدمج والتكنولوجيا لمناقشة تأثيرات الذكاء الاصطناعي على التعليم الدامج للطلاب من ذوي الإعاقات الذهنية والتنموية (IDD).
الدكتورة كريستي باتن، المنظمة المشاركة والأستاذة والمستشارة لرئيس جامعة نيويورك أبوظبي ابتدأت المؤتمر بتسليط الضوء على الفرص المتعددة والمخاطر المحيطة بالذكاء الاصطناعي. “تمهيدا للإدراج الذي لا يتعلق بالمكان، بل هو انعكاس للفكر والقيم الأصيل. يحمل الذكاء الاصطناعي فرص غير محدودة لزيادة القدرة على عيش حياة أفضل ولكن يجب ان يتم تطوير البرامج بالتعاون مع اصحاب الهمم من الصغار والشباب لضمان ملائمة التكنولوجيا للاحتياجات.”
ومن الجدير بالذكر أن المؤتمر شهد مشاركة فعالة عبر متحدثين بارزين من جامعة نيويورك، وجامعة زايد، ومايكروسوفت، والجامعة البريطانية في دبي، وجامعة كيرتن أستراليا، والجامعة الكندية في دبي، وجوجل، ومشروع زيرو، وiCog Labs، وCAST، ومؤسسة Teach For All، ومؤسسة أطفال مفقودة وغيرها، إذ سهّل المؤتمر العديد من المناقشات التي تهدف إلى استكشاف أحدث الابتكارات البحثية وأدوات الذكاء الاصطناعي التي يمكنها تعزيز دمج الأطفال من ذوي الهمم في مختلف البيئات التعليمية والاجتماعية.
وفي تعليقها على المؤتمر، قالت سالين السمراني، نائب رئيس المركز العالمي للأولمبياد الخاص للدمج في التعليم: “تتمثل مهمتنا دائماً في دمج الأشخاص من ذوي الإعاقات الذهنية والتنموية في الأنشطة الأكاديمية والرياضية والاجتماعية. اجتماعنا أمر بالغ الأهمية حتى نتمكن من تقييم إمكانات التقنيات الجديدة والناشئة مثل الذكاء الاصطناعي، في تزويدنا برؤى جديدة تساعد المؤسسات ومقدمي الرعاية والتربويين على حد سواء في تحسين المخرجات التعليمية للأشخاص من ذوي الإعاقات الذهنية والتنموية.”
أيضاً، تضمن المؤتمر حلقة نقاش دائرية استضافها مكتب وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد تحت عنوان: “الذكاء الاصطناعي للجميع: النمو الاقتصادي والتعليم الدامج للطلاب ذوي الإعاقات الذهنية والتنموية”، وقد بحثت المائدة دور الذكاء الاصطناعي كمحفز للتنمية الاقتصادية والدمج في التعليم، مع التركيز بشكل خاص على الطلاب من ذوي الإعاقات الذهنية والتنموية. كما ناقشت الفرص الاقتصادية التي يمكن أن يوفرها الذكاء الاصطناعي من خلال تعزيز مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقات في سوق العمل، فضلاً عن وضعها توصيات للتعاون بين القطاعين العام والخاص في مبادرات الذكاء الاصطناعي التي تستهدف مجتمعات ذوي الإعاقات الذهنية والتنموية.
وأكد الدكتور عبدالرحمن المحمود، المستشار في مكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، أن الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً مهماً في دفع التغيير الإيجابي الملموس في مختلف مجالات الحياة والعمل، مسلطاً الضوء على تأثيره الكبير في تشكيل مستقبل القطاعات الحيوية الرئيسة للمجتمع.
هذا ويمثل المركز العالمي للأولمبياد الخاص للدمج في التعليم، منصة عالمية للريادة الفكرية في مجال التعليم الشامل من خلال البحوث والسياسات والبرامج، مكرساً رسالته لدعم دمج الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية في الأنشطة الأكاديمية والرياضية والاجتماعية والمجتمعية.
ومع التحولات الجذرية التي يشهدها العالم بفضل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، تكمن فرص كبيرة لزيادة مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقات في سوق العمل، مع تحسين فرص التعليم من خلال أدوات وأساليب مبتكرة تعزز الشمولية وتوسع نطاق الفرص المتاحة للجميع.